لماذا أكون إيجابيًا والعالم من حولي سلبي؟
عبر إذاعة صوت لبنان
كثيرون يبرّرون سلبيّتَهم في حياتِهم اليوميّة بما يدورُ حولَهم. يسألُ أحدُهم مثلاً: كيف أكونُ إيجابياً عندما أعيشُ في عالمٍ لا تهدأُ فيه المشاكل الأمنية؟ كيف أكون إيجابياً عندما أعلقُ بعجقة السير المُضنيَة كلّ يوم؟ كيف أكونُ إيجابيًا عندما تكونُ علاقتي العاطفيّة متعثرة؟ أو عندما يكونُ الغلاء غيرَ مُحتمل؟ أو عندما يكدِّر مديري في العمل عيشي؟ قد تستغرب كلامي إذا قُلتُ لكَ أنّ كلّ هذه الأسباب لا علاقة لها بخيارِك إذا ما أردتَ أن تعيش بإيجابية. أقولُ ذلك لأنّ الإيجابيّة، كما السلبيّة، تنبعُ من الداخل. صحيحٌ أن الظروفَ تغذّيها أو تنقضُّ عليها، لكنّ الحقيقةَ هي أنّها تفيضُ من داخلك إلى الخارج. الموضوع هو موضوع موقفٍ داخلي نسمّيه بالإنكليزيّة الـ Attitude
لماذا لا ننظر سوياً إلى هذا الأمر من زاويةٍ جديدة؟ على سبيل المثال، هل فكّرتَ مرّةً بأن لكَ مصلحةً شخصية في أن تكون إيجابياً؟ هل ترى معي أنّك إذا كُنتَ إيجابياً فالعالمُ الذي حولك سيكونُ أفضل؟ وهل توافقني الرأي بأنّك إذا كُنتَ إيجابياً، فإنّ الانطباعَ الأوّل الذي تترُكُه بين عارفيك الجُدُد سيكون أقوى وأفعل؟ وألا تعتقد أنّك في هذه الحالة ستركِّز على الأشياء الحسنةِ في الناس؟ وأنّ إنتاجيتَك ستزيدُ إلى معدّلاتٍ غير مسبوقة؟ وإذا كُنتَ إيجابياً، ألا تظنُّ أن المجيءَ إلى العمل كلّ صباح سيصبحُ أكثرَ متعة؟ وأنّك ستكونُ أكثرَ جاذبيّة؟ أكثر من ذلك، هل يستطيعُ أحدٌ حولك أن يقولَ أن السلبيّةَ كانت لها نتائجُ باهرة في حياتِه، وأنّ إنجازاته تخطّت المعقول؟ الإيجابيةُ ستعوِّدك على النظر إلى الأمور من زاويةٍ جديدة، ومما لا شكّ فيه أنّ حالةَ الإعجابِ بكَ وتقديرك ستأخذُك إلى فرصٍ مهنيّةٍ أفضل.
ما السبيل إلى ذلك؟ إليكَ وصفة للأسبوعين المقبلين. إقطع الخيوط السلبيّة سريعا. أَدرِك أنّك وحدَك تقرّر كيف تتّجه الأمور. إجعل وقتا بين الأمر الحاصل الذي يزعجُك وردّة الفعل. اترُك الانفعالات الجسميّة جانبًا. تصرّف كما لو أنك مرتاح … كما لو أنّك قادرٌ على الابتسام … وستبدأ بالشعور إيجابا. إبدأ يومَك بطريقةٍ أفضل. اجعل اختلاطك بالسلبيين محدودًا، فهُم يفرّغونك من القوّة. جِدْ الأشخاص الإيجابيين في محيطك وتمثَّل بهم، فعددُهم أكبر ممّا تظن. ركِّز على الحاضر وعلى المستقبل، فلا يجوز أن تقبعَ في الماضي خاصّةً إذا كانَ موجعاً. حاوِل أن تدركَ أنّ الأشخاصَ الناجحين كانت لهم مقاربةٌ مختلفةٌ للحياة عن الكثيرين من الناس.
مايكل جوردن، أيقونةُ كرة السلّة قال مرة: “لقد أخفقتُ في تسعة آلاف رميةٍ في حياتي، وخسرتُ ثلاثماية مباراة، وفي ستٍّ وعشرين منها كانت الرميةُ الأخيرةُ لي وأخفقت. وقد أخفَقْتُ مرارًا وتكرارًا في حياتي، ولعلّ ذلك كان سرّ النجاح”.
ما رأيكَ لو اقتنعتَ أنّ السلبيّة لا تأخذكَ إلا إلى سلبيةٍ أقسى؟ هل تبدأ الآن مسيرةَ الخروج من السلبيّة إلى رحبِ الإيجابية؟
سمير قسطنطين