الامتحانات الرسميّة تقترب: أفكارٌ من أجل أداءٍ أفضل
عبر إذاعة صوت لبنان
الامتحاناتُ الرسميّة على الأبواب. ثلاثةُ أيامٍ من الآن ويبدأ سبعون ألف تلميذٍ لبناني تسجّلوا في صفّي الشهادة المتوسّطة والشهادة الثانويّة سلسلةً من الامتحانات في موادٍ عدّة. في هكذا أيام يكثُر رشقُ النصائحَ باتّجاهِ التلاميذ المعنييّن. حتّى الناطور، إذا التقى بتلميذٍ يقطنُ في البناية، ويعرفُ عنه أنّه سيتقدّم من الامتحانات الرسميّة، ينصحُه قائلاً له مثلاً: “شِدْ حَيلك”. ولأنّ فترةَ الامتحانات يمكنُ أن تكونَ مُقلقةً ومُرهِقة، فإنّي لا أُريد أن أُقدّم نصائحَ إضافيّة، وإنّما أودّ أن أتشاركَ وإيّاكم ببعض الأفكار التي تساعد ولدَنا على تحقيق أداءٍ أفضل.
في مثل هذه الأيّام، أي في المرحلة التي تسبقُ الامتحانات، وفي الجانب الغذائي والصحّي بشكلٍ عام، لا شكّ أنّ الفطورَ هو أهمّ الوجْبات جميعها لأنه يأتي بعد عشرِ ساعاتٍ من الوجبةِ السابقة لها لم يتلقَّ الجسمُ خلالها أيّ غذاء. ومعلومٌ أنّ المعدةَ الخاليةَ تؤدّي الى نقصٍ في الطاقة التي يحتاجُ إليها الجسم وخصوصا الدماغ. وبالحديث عن الدماغ، فإنّ شربَ الماء بصورةٍ دائمةٍ ضروريٌّ لأنّ نقصَ الماءِ في الدماغِ يؤدّي إلى التعبِ وعدم القدرة على الانتباه. كذلك فإنّ تجنُّبَ السهر هو عاملٌ مساعدٌ على أداءٍ أفضل، فالنومُ هو العاملُ الفعّال الذي يؤدّي الى الاحتفاط بالمعلومات مدّةً طويلة. وأمّا عن طريقة الدرس، فقد أثبَتَتْ الأبحاث أنّ تقسيمَ الوقتِ بين ثلاثين دقيقة من الدرس تتبعُها خمسُ دقائق من الراحة، من شأنِه أن يُفسح المجال للدماغ لمعالجة معوقات إرسالِ المعلومات الى الذاكرة الطويلة المدى.
أمّا في الليلةِ التي تسبقُ الامتحانَ مباشرةً، فقد تكونُ قراءةُ الملخّصات مفيدةً، إذْ إنّ أجزاء كبيرةً منها تُحفظ في وقت قصير. لوجستيّاً، وفي الليلةِ التي تسبقُ الامتحانات أيضاً، من الضروري أن يقومَ التلميذُ بتحضيرِ الأدوات التي يحتاجُها في اليوم التالي فلا يتركها للصباح. عليه مثلاً أن يرتّب أقلامَه من حبرٍ ورصاص، والآلةَ الحاسبةَ المسموح بها، والممحاة، وساعة اليد – فاستعمالُ الهاتف الخليوي ممنوعٌ – ومحارمَ ورقيّة، وبطبيعةِ الحال، بطاقةَ الهويّةِ وبطاقةَ الامتحان. وفي المساء وقبل الخلود إلى النوم، ليأخُذْ التلميذ حمّامًا دافئًا يساهم في إعطائه ساعاتٍ، ولو قليلة، من النوم العميق.
أمّا في يوم الامتحان، فإنّ الاستيقاظَ باكراً محمودٌ، ولعلّ التأمّلَ أو الصلاةَ لدقائق قليلة عاملٌ مساعِد. كذلك فإنّ الفطورَ الصباحيَّ البسيطَ ضروري، خصوصاً إذا كان مزيجاً من النشويّات والبروتيين. كما وأنّه من المفيد أن يأخذَ التلميذُ وجبةً خفيفة معه إلى مركز الامتحانات من مثل حبّة فاكهةٍ، فمِنَ المُحتمل أن يشعرَ بالجوع، وغنيٌّ عن القولِ أنّ المعدةَ الخاويةَ تُضعفُ التركيز. وفي يوم الامتحان، ليأخُذْ أهلُ التلميذ بعين الاعتبار حركة المرور الكثيفة أو أيّ طارئٍ قد يحصل على الطّريق، لذا من الأفضل الإنطلاق أبكر من الوقت المعتاد.
في قاعة الامتحان، يبدأُ توزيعُ أوراقَ الأسئلةِ على التلاميذ. من المُستحسن أن يقرأَ التلميذُ الامتحانَ بالكامل لكي يعرفَ كيفيّة توزيع الوقتِ وإدارته. وإذا شعرَ بالتّوتّر، فلا بأس في أن يُغمضَ عينيه قليلاً ويأخذَ نفسَاً عميقًا لعدّة مرّات، متذكّراً أنّه يعرف هذه المادّة كونَه قد درسَها طِوال أسابيع عدّة! ومن الطبيعي أن يركّز التلميذُ نظرَه على مسابقتِه، لكي لا يظنّ المراقبون أنّه يغش. هذا في الفترةِ التي تسبقُ البدء بالإجابة على الأسئلة. أمّا وقد بدأَ بالإجابةِ، فمن الأحسن ألا يتسرّع في ذلك، وأن يستغلّ كلّ الوقتِ المُتاح له، متأكّداً أنّه أجاب عن كلّ الأسئلة. ويُنصحُ التلميذ بالانتباهِ إلى الأخطاءِ التي قد تنجمُ عن قلّة التّركيز، فهو مدعوٌّ مثلاً للتأكّد من أنّه كتبَ إسمَه بالكامل ورقمَه إذا كان هذا مطلوبًا.
كلُّ التمنيّات بالنجاحِ لكلّ الذين يتهيّئون الآن للبدء بامتحاناتهم. وعسى أن يكونَ النجاحُ عنواناً كبيراً في حياتِهم، وأن يكونَ نجاحُهم في الامتحانات الرسميّة بعضاً من نجاحٍ أكبر هو نجاح الحياة الوافرة.
سمير قسطنطين