كُلّنا نربّي أولادَنا، والكلُّ تقريباً يعتبر أنّ طريقتَه هي الأفضل. قليلون هُم الذين يعتبرون أنّ هناك مساحةً للنمو في طريقةِ تربيتِهم لأولادهِم. في الوقت ذاتِه فإنّ قناعات ومفاهيم معيّنة عن تربية الأولاد أصبحت “تحصيل حاصل” حول العالم.

مع ولدكَ، لا تستعمل الشّتم أو الكلمات النّابية من مثل: “ما بتفهم…”، ” ما بتنطاق…”، “انقبري فوتي عَ أوضْتِك وما تفرجيني صورة وجِّك اليوم…”. كذلك لا تقارن ولداً من أولادِك بأيّ ولدٍ آخر. عبارات مثل: “شوف خيّك، ما بقلّو شي، لوحدو بيفوت بيدرس…”، “ليكي إختك شو شاطرة بالمدرسة… إنتِ عم تفقعيلي قلبي…”. عبارات مثل هذه لها مردودٌ سلبي على علاقةِ أولادِك ببعضهم وهي لا تحفّز أيّاً منهم للأفضل. ولا يكُن حبُّك لولدِك مشروطاً. لذا لا تُقلْ له: “بحبَّك إذا أكَلِت كل أكلاتك…” “رح بطِّل حبِّك إذا ما بتفوتي تنامي بكّير…”. أيضاً لا تُعطِه المعلومات الغلط: “حاج تبكي، الرجال ما بْيِبكوا…”، “إذا ما نمتِ بكيّر بيجي الغول عليكي…”. وإيّاكَ وإحباطِه باستعمالِك عباراتٍ من مثل: “كِسْلان… مش نافع…”، “مش طالع من أمرَك شي…”، “شو قليلِة المروّة… ما إلِك جلادة تتحرّكي…”. كذلك لا تهدّد ولدَك باستعمالكَ عباراتٍ مثل: “بدّي كَسْرك… بدّي إقتلك بس شوفك…”، “يا ويلِك منّي بس ترجعي عَ البيت…”، “أنا بدبرك إذا علاماتك واطيين…”. كذلك فإنّ الرفض غير المُقنِع لا يساعدُك على بناءِ علاقةٍ صحّية مع ولدكَ. مثلاً، ماذا ينفع أن تقول له: “لأنّو أنا قلت هيك…”، “لأ يعني لأ…”، “بلا كترة حكي أنا بقرّر…”. وماذا عن الدعاء عليه؟ كلماتٌ مثل: “يقطع عمرَك…”، “الله ياخدك ويريّحني منّك…” هي عباراتٌ قاتلة بكل ما في الكلمة من معنى. ولا تنسَ ألّا تهدّد بفضحِه عبر استعمالكَ عبارات مثل: “رح خبّر الكل عنّك أدّيشك كسلان…”، “بكرا بتشوف شو رح قول لستّك وجدّك…”. وأخيراً لا تتّهمْه بالتسبّب بأذيّتك. البعض يستعمل عبارات مثل: “بدّك تموّتني… رح تجنّني… رح تعملّي كريزة قلب… رح موت بسببك…”. هذا لا يُفيد، لا بل يضر بالعلاقة بينكما.

باختصار … مع ولدِك، ضعْ حدّاً لعشرة أمورٍ من شأنِها أن تنسفَ العلاقةَ بينكُما هي: الشّتم أو الكلمات النّابية، المقارنة مع ولدٍ آخر، الحبّ المشروط، المعلومات الغلط، الإحباط، التّهديد، الرّفض غير المُقنِع، الدّعاء عليه، الفضيحة، والإتّهام. فتِّش عن طرائق أخرى أكثر إيجابيّة في علاقتك معه، تُجدي نفعاً أكبر في تربيتِه من جهة وفي تنمية علاقتكما الإيجابيّة من جهةٍ ثانية، وتبني جسور العلاقة بدل أن تنسفَها.

سمير قسطنطين – وزنات

عبر إذاعة صوت لبنان