ألا تعلمينَ أنّ الذكرياتَ
تحفرُ في قلبي
أشكالاً كالأصفاد،
وهي تكبِّله
كلّ صباحٍ
و كلّ مساء
و تمنعُه من الإفلات …
وهو في كلِّ حالٍ
غيرُ راغبٍ في ذلك

*******
ألا تعلَمين أنّ شريط الأمكنةِ
يلاصقُ البالَ
تماماً كما يلاصق الإسمُ بطاقةَ الهويّة

*******
ألا تعلمينَ
أنّ المطارحَ تقفزُ إلى أحلامي
مِن دون استئذان
تماماً كما يزور طيفُكِ صحوَتي كلّ غسَق
ويدغدغ صباحاتي الحزينة؟!
*******

ألا تعلمين أنّ خيالَكِ يعبر أمامي مئات المرّات في اليوم على الطرقات
يخرج فجأةً من الزواريب الضيّقة
يشيحُ بوجهِه عنّي كي لا يراني
وأنا في كلّ زاوية شارعٍ تركتُ بعضاً من “عيوني”
لترصد عبوركِ
ألا تعلمين !!!

1 أيّار 1991

* من كتاب يصدر قريباً بعنوان “دمعةٌ ضاحكةٌ بعد الرحيل” يتضمّن قطعاً نثريّة كتبتُها بين عامي 1978 و2000.

سمير قسطنطين