ما زلتُ أعتقد أنّ الكلَّ محكومٌ بتشكيل الحكومة
حكومةٌ بحسب المبادرة الفرنسيّة
الكلُّ كان وافق عليها في بداية أيلول
ولا أعتقد أنّ أحداً يريدُ بالفعل الإنسحاب منها
الكلُّ يعرف أنّ ذلك محتومٌ
المبادرة ليست من دون حدودٍ زمنيّة وهي ليست بعيدة
تدوير الزوايا مطلوبٌ
لكنّ ذلك قد لا يشمل بالضرورة “حفظ ماء الوجه”
حتّى الفرنسيّون دوّروا زاويةَ المُهَل
زاوية مداورة الوزارات لا تتدوّر
ولا زاوية مشاركة من كان في الحكم في العقود الأخيرة
لا أحد يستطيع أن يتحمّل البديل، وإن بدا المسار إنحداريّاً
المساعي الفرنسية مستمرّة على المستوى اللبناني
لكنّ الأهم ما يجري من كلامٍ مع إيران لتسهيل إيجاد مخارج.
الإيرانيون وعدوا بالسعي
ولكنّهم ينتظرون أيضاً مصير العقوبات الأميركية وموقف فرنسا ليُبنى على الشيئ مقتضاه
لا تراجع عن المبادرة التي يحتاجها الجميع
وهي في الحقيقة “تُنقِذ” الجميع وإنْ أوحى البعضُ عكس ذلك
لم يرفضها أحدٌ في البداية. الكلُّ في ورطةٍ كانَ
ولم ينعِها أحدٌ في لبنان حتّى الآن
الكلُّ في لبنان يعرف أنّ لا مخارج أخرى أو جديدة إلّا الذهاب الى ما لا تُحمَد عقباه.
شعور البعض أنّه يكسب من حكومة مصطفى أديب ليس صحيحاً
ليس من رابحٍ وحيد في الحكومة
لن يتمثّل فيها من كان في السلطة في العقود الثلاثة الماضية
الحكومة لن تولدَ في “بيت الوسط” كما يُشيَّع
ولن تولد في أيِّ بيتٍ آخر
هي ستولد في الإليزيه
مؤسفٌ هذا الكلام لكنّه حقيقي
أَوَلَمْ يولدُ الدستور في الطائف؟
أَوَلَم يولدُ عهد الرئيس ميشال سليمان في الدوحة؟
الآن تتمّ الولادة في باريس
أقول هذا الكلام بحزنٍ
لكنّ السلطة في لبنان، وبالطريقة التي حَكَمَت فيها البلد، “ما تركت للصلح مطرح”.
الخيار الوحيد الذي يستطيع اللبنانيّون أن ينتقوه هم هو ما إذا كانت الولادة من خلال مخاض أو ولادة عبر الـ Epidural
إعتذار مصطفى أديب ليس خياراً على رغم كلّ ما قيل
السّجال بين البطريركيّة المارونيّة والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى جدّي
حتّى الآن أراه في الإطار الوطني
مناوشات سياسيّة لا مكان فيها للسلاح
الكلُّ يعرف ذلك، وإن كان كثيرون يريدون غير ذلك أن يحصل
“سابعٌ من أيّارٍ” جديد غير مطروح
أنا مقتنع أنّ أحداً لا يريده
لا بأس إن لم توافقْني الرأي
الشيعة يعرفون أنّ وجودهم وفاعليتّهم في الحكم لا علاقة لها بتوقيع وزير المال
رئاسة المجلس حصن الحصون في الدولة اللبنانيّة
والمجلس أقوى السلطات الفعليّة على الأرض
هو يضع توقيعه على كلّ حكومة ستولد وكلّ أداء وزير
ماكرون تحدّث في بيروت عن عقد سياسي جديد للبنان
هو لم يكشف طبيعته ولا وقته.
ظلّ غامضاً، وأعتقد أنّه فعل ذلك عن قصد حتى يظلّ الطرح حمّال أوجه كثيرة وعديدة.
في ذلك الزمن سيُطرح موضوع التوقيع الثالث وغيره
ربّما من المبكر طرح جانبٍ صغيرٍ من العقد الجديد الآن
“كلّو جايي وقتو”
طبعاً في الوقت الضائع لم ينسَ وزيرا الداخليّة والصحّة أن يشتبكا عبر الأثير وعلى الهواء على قاعدة “منِفْتَح البلد ما منِفْتَح”، ما يشبه “بِتْحِبْني ما بِتْحِبْني”، فالوضع يسمح بترفٍ مثل هذا !!
وطبيعي ألّا يفوّت القوّاتيّون والتيّار فرصة تسلية الناس بمزيدٍ من التراشق، فالبلد بأفضل حال، والـ Lexotanil ما زال موجوداً بوفرة في الصيدليّات، ولا داعٍ للهلع من فقدانه.
سمير قسطنطين
أحدث التعليقات