أمضيتُ النهار يوم أمس منتظِراً ومتوقِّعاً.
إنتظرتُ ردوداً على كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
توقّعتُ بين لحظةٍ وأخرى ردّات فعلٍ على اتّهام “الخيانة”
بصراحةٍ انتظرتُ مواقف من بعبدا وعين التينة وبيت الوسط بالدرجة الأولى.
ولا أُخفي عليكم إنّني سألتُ نفسي أكثر من مرّة: “هل سيردُّ نائبٌ أو وزير مثلاً”؟
فماكرون لم يستثنِ أحداً حين قال عنهم “أشعر بالخجل من القادة اللبنانيين”.
كلامه كان يشبه قاعدة “كلّن يعني كلّن”،
لكن لا جواب ولا رد ولا دفعٌ للتُهَم.
تذكّرتُ أيّام الصِغر حين كُنّا “نعذِّب” أمّي، كيف كانت تلتفت إلينا وتقول “قْطاعْ نَفَسْ”.
لماذا الصمت؟
صحيحٌ أنّ السيّد حسن نصرالله سيردّ اليوم
لكنّي أتكلّم على أشخاصٍ لهم صفة رسميّة من رؤساء ووزراء ونوّاب وزعماء.
هل السكوت علامة الرضى؟
أهوَ سمة الضعف؟ أم دليل الإرباك والتردّد؟
أم كلُّ ذلك؟
قبل أن أخلُدَ إلى النوم سألتُ نفسي: “لماذا لم يضع زعيمٌ لبناني في موقع سلطةٍ عالٍ يده على الجرح ويتكلّم من دون أحقاد ومن دون فئويّة كما فعل رئيسٌ غريبٌ عنّا”؟
كيف يفهم شخصٌ أوروبي وضع لبنان وديناميّات العلاقات بين الناس والمجموعات بهذا الشكل الدقيق ونحن لا نفعل ذلك؟
حاولتُ أن أُجيب نفسي عن تساؤلات النهار والليل
لكن، أنا أيضاً خلدتُ إلى صمتٍ مطبق
لا جواب
سمير قسطنطين
أحدث التعليقات