كتَبتَ …
أَسرْتَ انتباهي،
عبَّرتَ …
فاضَت حُشريتي
أسئلتي سبَقَتْني إليكَ
شدَدْتُ شراعي نحوكَ
أَردتُ أن أُدركَ
من أنت يا تُرى؟
وابتدأ إبحاري صوبكَ…
في رحلتي بين حنايا قلبِكَ وخبايا عقلِكَ
تغلغَلَتْ روحي فيكَ،
تعلّقت آهاتي بكَ،
ارتبَطَ زفيري بوجعِكَ
أهديتُكَ كُلَّها
من دون مقابل
ليس عن سابق تصوّرٍ وتصميم فعلْتُ،
هي صُدفةُ الضعفِ.
كأنّ المسافةَ طالَتْ وأنا في السؤال
كأنّها أَتَت إلى نهاية فجأةً؟
كأنّ روحي وصلَتْ إلى شاطئٍ لم ألِجْه قبلاً؟
إلى مرفأٍ صاخبٍ … ولا مرساة؟
أَهوَ مرسى سُفُنٍ لم يكن وجهتي يوماً؟
هلْ أنا في خاتمة إبحاري ولم أدرِ؟
بين حشريّتي الأولى
وبين غرَقي الآن
مصيدةٌ مُحكمةٌ أطاحت بي.
أراني في مساحةٍ من الغموض …
لم أُدرِكْ بعد “كيفَها” و “لماذَها” و “أينَها” …
فقاقيع ماءٍ تخرج من فمي متواصلةً
كلُّ مناي؟
أن أطفو فوق سطح الماء قبل الاختناق عجباً وسذاجة !!!
سمير قسطنطين
من كتاب يصدر قريباً بعنوان “دمعةٌ ضاحكةٌ بعد الرحيل” يتضمّن قطعاً نثريّة كتبتُها بين عامي 1978 و2000.