في كلِّ بيتٍ من بيوتِنا مغارة
فيها قلقٌ ورجاء …. عذابٌ وفرح
فكلُّ أيّام السنة عندنا باتت متشابهة
كوجوه السياسيّين الفاشلين عندنا متشابهة
مثل كلماتهم غيرِ المسؤولةِ متشابهة
لكن نحن نريد أن نسكنَ في الرجاء
ونحبُّ أن يسكننا الرجاء
نحن لا تُفرِحنا شجرةُ ميلاد
ولا تُنسينا همومَنا زينةُ الشوارع،
وهي في كلِّ حالٍ حزينةٌ السنة
ولا يأخذُ عنا أثقالَنا بابا نويل،
وهو في كلِّ حالٍ لم يأتِ
ولا تسرقنا الأضواء التي كانت تملأ دنيانا …
فنحن مخطوفون إلى من “أتى من فوق”
من هو فوق الجميع
نحن منعتِقون … نحنُ في الحرّية
في قلبِه نسكُن
ومن مَعينِه نشرب
معه نمشي دروبَ بيت لحمٍ والناصرة
والجُلْجلة أيضاً … ولمَ لا !؟
يتألّبُ كلُّ العالم ضدّه آنذاك
أمّا هو، ففي قلبِ الآب
هو والآبُ واحد
هو طفل المغارة؟
لعلّه كذلك … لكنّه سيّد التاريخ
هو صخرُ الدهور
هو القدير الذي في ظلّه نبيت
له نشهد في المحبّة وللمحبّة
“ليلة الميلاد يُمّحى البغض … ليلة الميلاد يولد الحب”. أتذكرون؟
هي مسيحيَّتُنا، نسمةٌ للحبِّ ولقاء الآخر … حتى ولو رُفِضْنا
نفعل ذلك لأنّنا أقوياء … به
ليست هي مسيحيّة الكلام الخفيف،
لم تكُنْ يوماً تافهة
هي الشهادةُ له أمام الجميع
على وقعِ ماجدة الرومي: “إنت الهديّة الل ع بالي”.
لا حياءَ في الغناء أمام مسلم ومسيحي:
“وينك يا يسوع وطننا موجوع … يا نبع المحبة وحدك ساكن قلبي … لا تتخلى عنا، عينك عَ وطنّا، بالأيام الصعبة”.
هذا نحن …
العلامة الفارقة فينا … المحبة.
لن نفشلَ في إظهارها فلا نصبح كسائر الأمم،
وننسى أننا نور العالم وملح الأرض.
في زمن الميلاد أقول لك:
وحدَك الرجاء الحقيقي
وحدَك النصيب الذي لن ينزعَه أحدٌ منّا
وحدك الفرح الحقيقي في عالم الحزنِ هذا
في الزمن المبارك …
حقّا المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر.
سمير قسطنطين
أحدث التعليقات